
باتنة – تحت رعاية السيد والي ولاية باتنة الدكتور محمد بن مالك، انطلقت صباح يوم الأحد 16 فيفري 2025 أشغال الندوة العلمية بعنوان “مقومات وحدة الأمة وتحقيق استقرارها”، والتي نظمتها ولاية باتنة بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة باتنة 1. وقد حضر الافتتاح عدد من المسؤولين المحليين، وأعيان الولاية، وأساتذة جامعيين، وممثلي المجتمع المدني، بالإضافة إلى نخبة من الباحثين والمهتمين بقضايا الوحدة الوطنية والاستقرار الاجتماعي.
كلمة الوالي: تأكيد على قيم الوحدة والتكافل
استهل اللقاء بكلمة السيد الوالي، الذي رحب بالحضور وأكد على أهمية هذه الندوة في إحياء القيم التي تميز الأمة الإسلامية، والتي وصفها بأنها “خير أمة أخرجت للناس”، مشيرًا إلى دورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تطرق إلى أهمية الوحدة الوطنية، مؤكدًا أنها كانت ولا تزال هدفًا أساسيًا للأمة، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها.
وأشار الوالي إلى أن الاستعمار سعى دائمًا لتقويض هذه الوحدة، وأن الأمة اليوم بحاجة إلى تعزيز التكافل والصلح، وهي القيم التي تميز المجتمع الجزائري تاريخيًا. كما أشاد بدور العلماء والزوايا في ترسيخ قيم الصلح والتكافل، مؤكدًا أن هذه الندوة تأتي كمناسبة لإحياء هذه القيم وتعزيزها في المجتمع.
كلمة مدير الشؤون الدينية والأوقاف: دور المرجعية الدينية في تعزيز الوحدة
تلتها كلمة مدير الشؤون الدينية والأوقاف، الذي مثل السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، حيث بدأ بالترحيب بالحضور وشكر السيد الوالي على جهوده في تنظيم هذه الندوة. وأكد أن الهدف من الندوة هو ترسيخ مبدأ الوحدة الوطنية الذي رسّخه الآباء والأجداد من الشهداء والمجاهدين.
وأشار إلى أن الندوة تناقش محاور هامة تتعلق بجروح غائرة في المجتمع، ساعيًا لإيجاد حلول لها. كما نوّه بانعقاد الندوة في عاصمة الأوراس قرب اليوم الوطني للشهيد، مؤكدًا على أهمية هذه الذكرى في تذكير الأجيال بتضحيات الشهداء من أجل الحرية والاستقلال.
وأكد المتحدث على أهمية المرجعية الدينية الوطنية في تحقيق تماسك الجبهة الداخلية، مشيرًا إلى أن هذه المرجعية تقوم على الوسطية والاعتدال، وتنبذ كل أشكال التطرف والعنف. كما أشاد بدور المؤسسات الروحية، مثل الزوايا والمساجد والمدارس القرآنية، في تحقيق التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
محاور الندوة وجلساتها العلمية
تناولت الندوة ثلاثة محاور رئيسية: الصلح العرفي ودوره في تحقيق الاستقرار المجتمعي، مقومات تحقيق وحماية وحدة الأمة، وأخيرًا التضامن وأثره في تحقيق الاستقرار الاجتماعي. وقد تضمنت الجلسات العلمية مداخلات من أساتذة وباحثين بارزين، ناقشوا خلالها سبل تعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهددها.
ومن بين المداخلات البارزة، تحدث الدكتور محمد بن مالك عن “مقومات تحقيق الاستقرار الاجتماعي في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية”، بينما تناولت الأستاذة مليكة صوالح دور الصلح والوساطة في تحقيق الاستقرار المجتمعي. كما ناقش الأستاذ الدكتور كمال بوزيدي أثر المرجعية الدينية في بناء القيم الجزائرية، فيما سلط الأستاذ الدكتور يوسف مناصرية الضوء على دور الذاكرة الوطنية في تحقيق وحدة الأمة.
اختتام الندوة: توصيات وتكريمات
اختتمت الندوة بتقديم التوصيات التي خرجت بها الجلسات العلمية، والتي ركزت على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، والحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، ودعم التضامن الاجتماعي. كما تم توزيع الشهادات على المشاركين، وتكريم الجهات التي ساهمت في إنجاح هذه الفعالية.
وفي ختام الندوة، توجه السيد الوالي بالشكر إلى جميع الحضور والمساهمين، مؤكدًا أن الجزائر الجديدة تستمد قوتها من تضحيات الشهداء، وهي عازمة على مواصلة المسيرة نحو تحقيق أهدافها الوطنية. كما أعرب عن أمله في أن تكون هذه الندوة خطوة إضافية نحو تعزيز الوحدة والاستقرار في المجتمع الجزائري.