باشرت الحكومة الجزائرية خطوات ميدانية جادة لإعادة تشغيل مصانع السيارات التي توقفت عن العمل وأُعيدت ملكيتها للدولة في إطار مكافحة الفساد. ومن أبرز هذه المصانع، مصنع “كيا” السابق بولاية باتنة، الذي تم تحويله إلى مؤسسة عمومية باسم “فوندال” منذ أغسطس 2024.
شريك أجنبي في الأفق
في سياق جهود إعادة تشغيل المصنع، تبحث الجزائر عن شريك أجنبي موثوق، حيث فتحت مفاوضات مع مجموعة “جيلي القابضة” الصينية، التي دخلت السوق الجزائرية عام 2023 كمموّن للسيارات بالتعاون مع شريكها المحلي “سوديفام”.
وفي إطار هذه المفاوضات، وصل وفد رفيع المستوى من “جيلي” إلى الجزائر لمعاينة الوضع الميداني ومناقشة فرص التصنيع المحلي.
زيارات ولقاءات استراتيجية
زار الوفد الصيني، الذي ضم مسؤولين حكوميين وخبراء من مجموعة “جيلي”، مصنع “كيا” السابق في باتنة، حيث التقوا بمسؤولي “فوندال” وممثلي مجمع “أس أن أس”. كما تم عقد اجتماعات مع الشريك الجزائري “سوديفام” لتقييم تجربة الشركة ومناقشة آفاق الشراكة الاستراتيجية.
وفي وهران، التقى وفد “جيلي” بمسؤولي شركة “توسيالي” التركية التي بدأت إنتاج الحديد المسطح، والذي يمكن استخدامه في تصنيع هياكل السيارات، مما يعزز التكامل الصناعي المحلي.
استراتيجية “جيلي” في الجزائر
قدّم وفد “جيلي” خلال لقائهم مع الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار ووزارة الصناعة، عرضًا شاملًا عن خططهم للتصنيع في الجزائر. وتركز الاستراتيجية على تلبية الطلب المتزايد على مركبات “جيلي” وتطوير خدمات ما بعد البيع، مع التركيز على التصنيع المحلي لتعزيز وجود العلامة في السوق الجزائرية.
دعم حكومي للتصنيع المحلي
أكد وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، سيفي غريب، أن الحكومة تسعى إلى استغلال المصانع المصادرة في إطار استراتيجية جديدة لصناعة المركبات. وكشف أن الوزارة تلقت 36 طلبًا للتصنيع المحلي سيتم دراستها في إطار الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع السيارات.
نحو صناعة سيارات جزائرية
تشير هذه التحركات إلى التزام الحكومة الجزائرية بتطوير قطاع السيارات محليًا، من خلال شراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل “جيلي”. ويُتوقع أن تسهم هذه الجهود في خلق فرص عمل، تعزيز التكنولوجيا، وتلبية احتياجات السوق الوطنية بشكل أفضل، مما يدعم مساعي البلاد نحو تحقيق التصنيع المحلي المستدام.
