
سطيف – لم تكن تعلم حورية، التي باتت تُعرف بـ”خنساء سطيف”، أن القدر سيحرمها من فلذات كبدها الواحد تلو الآخر، حتى فقدت ثمانية أبناء في ظروف مأساوية مختلفة، لتقرر بعدها أن تحول ألمها إلى أمل، وتسخر حياتها لمساعدة الأيتام والفقراء.
رغم الابتلاء الجلل، لم تستسلم حورية لليأس، بل اختارت طريق العطاء، فأسست “جمعية الخنساء أم اليتامى”، التي أصبحت من أبرز الجمعيات الخيرية في سطيف، حيث تنشط في تقديم المساعدات للعائلات المحتاجة، وتنظيم مبادرات إنسانية لفائدة الفئات الهشة، من ترميم دور العجزة إلى تنظيم حفلات زفاف جماعية للأزواج المعوزين.
وكان آخر إنجازاتها تنظيم حفل ختان لـ35 طفلاً يتيماً، حيث جمعتهم في قاعة أفراح ببلدية قجال، ونظمت لهم فطورًا جماعيًا، تلاه حفل توزيع الهدايا وكسوة العيد، وهو ما لاقى دعمًا كبيرًا من المحسنين الذين ساندوا مبادراتها النبيلة.
ورغم قساوة الفقد، إلا أن حورية تؤكد أنها وجدت عزاءها في إسعاد الآخرين، وهي اليوم تطمح لتوسيع نشاطاتها الخيرية لتشمل أكبر عدد من المحتاجين، مؤكدة أن رسالتها في الحياة باتت مرهونة بمسح دموع الأيتام وإدخال الفرحة إلى قلوبهم.