مجتمع

محتالون يستغلون ندرة السيارات للنصب على المواطنين

لجأت العديد من الصفحات إلى ترويج عروض مغرية لبيع السيارات الجديدة بالتقسيط على مواقع التواصل، مستغلة الندرة الخانقة التي تعانيها أسواق السيارات لاستمالة الزبائن والإيقاع بالضحايا، بالاعتماد على صور وفيديوهات مفبركة استغلت فيها شعارات العلامات المتواجدة في السوق، على غرار كل من علامات “فيات” و”شيري” و”جيلي” وغيرها، ما دفع العديد من وكلاء السيارات إلى التحرك من خلال إطلاق بيانات لتحذير المواطنين من مغبة الانسياق وراء هذه العروض الاحتيالية.
البداية، مع علامة “شيري”، التي تم تداول صورها بشكل واسع على “الفايس بوك”، لبيع سياراتها بالتقسيط عبر العديد من المواقع والصفحات، ما دفع العلامة إلى إطلاق بيان تحذيري عبر وكيلها الرسمي “بن فليس أوتو كار” بباتنة، دعا فيه المواطنين إلى عدم الانسياق وراء صفحات تروج لبيع سيارات “شيري” بالتقسيط، وجاء في البيان: “نظرا لكثرة الاتصالات الواردة لمصالحنا يوميا، ارتأينا أن نوضّح لزبائننا الكرام الراغبين في اقتناء المركبات السياحية من علامة شيري أننا لا نقوم بعملية البيع بالتقسيط، ونحذّر كافة المواطنين من جميع الصفحات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالاحتيال بواسطة صور وفيديوهات مركبة لإعطاء المصداقية لحساباتهم الوهمية، لذلك، نرجو من جميع المواطنين عدم إرسال أي مبلغ أو هوية أو رقم بطاقة ائتمانية، مع وجوب تبليغ الهيئات الأمنية المختصة”.

محتالون يطالبون بتسديد المبلغ افتراضيا
وسبق لعلامة “شيري” أن كذّبت كل الإشاعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار “الفايس بوك” و”التيك توك” حول بيع سياراتها بالتقسيط والبيع وتسديد المبلغ افتراضيا، وأكدت أن شركة “أوتو ليدر كومباني” هي الممثل الرسمي لعلامة “شيري” في الجزائر وأن التقسيط يشمل السيارات المركبة أو المصنعة محليا فقط بحسب دفتر الشروط، وهي لا تتعامل مع أشخاص أو مواقع متخصّصة في بيع أو تسبيق الدفع الافتراضي لسيارتها، وتتعامل الشركة مع الوكلاء المعتمدين لها عبر كامل التراب الوطني وفقط.
علامة “فيات” بدورها حذرت من الترويج لبيع سياراتها المركبة في مصنع وهران عبر صيغة القروض الحلال، خاصة بالنسبة لسيارة “دوبلو” النفعية الجديدة التي شهدت إقبالا قياسيا من طرف الزبائن، حيث حذّر وكيل العلامة الرسمي في ولاية سطيف GMS AUTO SETIF خلال إعلان نشره على صفحته الرسمية على “الفايس بوك” من الحذر من صفحات “النصب والاحتيال” التي تعمل على نشر العشرات من المنشورات المضللة والاحتيالية تحت شعار “البيع بالتقسيط الإسلامي”. والغريب، أن هذه الصفحات أعلنت عن تخفيضات في أسعار سيارات “فيات”، أقل من تلك المطبقة من طرف الوكيل الرسمي، ما جعل الكثير من الزبائن ينساقون وراء هذه الإعلانات الكاذبة.
وفي هذا السياق، حذّر أيضا وكيل علامة “فيات” الرسمي بباتنة “بن فليس موتورس”، أن العديد من الصفحات باتت تستغل صورته وتروج لبيع سيارات “فيات” بالتقسيط، وتبرأ هذا الوكيل من هذه الإعلانات داعيا الزبائن إلى التواصل مع الوكلاء الرسميين فقط دون غيرهم.
علامة “جيلي” هي الأخرى حذّرت من هذه الإعلانات، حيث أكدت مصادر مسؤولة من هذه العلامة لجريدة “الشروق اليومي”، أنها لا تبيع السيارات بالتقسيط، وتوقفت حتى عن استقبال طلبات الزبائن على جميع سياراتها، كما حذّرت المواطنين من الانسياق وراء هذه الإعلانات التي استغلت، بحسبها، حاجة المواطنين للسيارات الجديدة، لاستمالتهم من خلال عروض مغرية مع تخفيضات في الأسعار وتسهيلات في الدفع، وبمجرد الحصول على القسط الأول من الدفع، تتنكر هذه الجهات لضحاياها وتبحث عن ضحايا جدد.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة BURGAN الدولية الممثل الرسمي لعلامة DFSK بالجزائر في بيان سابق، أنها لا تقوم بعملية البيع بالتقسيط، وحذرت من جميع الصفحات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالاحتيال على المواطنين باستعمال تركيب الصور والفيديوهات “من أجل إعطاء مصداقية لحساباتهم الاحتيالية، ورجت العلامة جميع المواطنين عدم إرسال أي مبلغ أو هوية أو رقم بطاقة ائتمانية كما يطلب”.
وأضافت الشركة في بيانها أنه بالنسبة للطلبيات الجديدة، “أننا حاليا لا نقوم بأخذ أو تسجيل أي طلبية لا على مستوى الإدارة المركزية ولا على مستوى وكلائنا المعتمدين حتى يتم الإعلان عن حصص الاستيراد (كوطة) لسنة 2024”.

نصب ممنهج على المستهلكين
أكد الأمين العام للمنظمة الجزائرية لحماية المستهلك “أبوس”، فادي تميم، على وجود شبكات تعمل على النصب الممنهج على المستهلكين، حيث تستغل حاجتهم وحلمهم لشراء سيارات جديدة، فتغرر بهم، وكشف استقباله للعديد من الضحايا في هذا المجال، منهم معاق تعرض قبل أيام فقط للاحتيال، “حيث أوهمته إحدى الصفحات تسويق دراجات نارية للمعاقين بالتقسيط، وهو ما انساق له هذا المواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث منحهم المال الذي ادخره على مدى سنوات ليتم بعده حضره ووجد نفسه رقم جديد ضمن سلسلة من الضحايا.
وأضاف محدثنا، أنه يستقبل يوميا العديد من المواطنين الذين يستشيرون المنظمة في موضوع شراء سيارات بالتقسيط، غير أن المنظمة تعمل، حسبه، على تحذير المستهلكين وحثهم على التعامل مع البنوك الرسمية المعتمدة في هذا المجال.
وبخصوص الضحايا، قال فادي تميم إن المنظمة ترافقهم في تبليغ مصالح الأمن للشروع في للتحقيقات لكشف المحتالين، غير أن البيانات التي أصدرها العديد من وكلاء السيارات مؤخرا ساهمت في تشكيل نوع من الوعي لدى المواطنين، خاصة وأن المحتالين يطالبون ضحاياهم بتحويل الأموال إلكترونيا لتسهيل عملية السرقة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى