مجتمع

الذكرى الـ66 لمجزرة غار بن شطوح: جريمة حرب فرنسية بلا عقاب

الذكرى 66 لمجزرة غار بن شطوح: جريمة حرب فرنسية بلا عقاب

تحيي الجزائر في 22 و23 مارس الذكرى الـ 64 لمجزرة غار بن شطوح، التي راح ضحيتها 118 شهيدًا من المدنيين العزل، إثر هجوم وحشي شنّه جيش الاستعمار الفرنسي عام 1958، مستخدمًا الغازات السامة وقنابل النابالم لإبادة سكان المنطقة الذين احتموا داخل المغارة.

تفاصيل المجزرة
يقع غار بن شطوح في دشرة تارشوين، المقابلة لجبل الرفاعة، أحد معاقل الثورة التحريرية. في فجر يوم 22 مارس 1958، شنت القوات الفرنسية عملية عسكرية واسعة شملت إنزالًا جويًا وقصفًا مدفعيًا، ما دفع السكان إلى الاحتماء بالمغارة، التي كانت تُستخدم كورشة لخياطة الملابس وصناعة الأحذية للمجاهدين.

بعد اشتباكات بين الجيش الفرنسي والمقاومة، اكتشف العدو مخبأ المدنيين وفرض حصارًا خانقًا على المغارة، ليشرع في رمي القنابل اليدوية طوال الليل. ومع حلول الصباح، لجأت القوات الفرنسية إلى الغازات السامة وقنابل النابالم لإبادة كل من بداخل الغار.

118 شهيدًا و27 ناجيًا فقط
لم ينجُ من المجزرة سوى 27 شخصًا، بعضهم استُشهد لاحقًا بإعدامات ميدانية. أما بقية الضحايا، فقد ظلوا داخل الغار حتى تم إخراج رفاتهم عام 1962، فيما بقيت بعض الجثامين مدفونة حتى عام 1974، حين تدخل الجيش الوطني الشعبي لاستخراجها باستخدام المتفجرات بعد أن سُدّ المنفذ الخلفي للمغارة بفعل الانفجارات.

جريمة بلا عقاب وذكرى منسية
رغم فظاعة المجزرة، لم تُصنف كجريمة حرب في المحافل الدولية، ولم تحظَ بالاهتمام الكافي في الذاكرة الوطنية. اليوم، يطالب مؤرخون وناشطون بإحياء ذكرى المحرقة رسميًا، وتوثيقها ضمن السجل التاريخي لجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى