الأخبار

قمة أديس أبابا تُشيد بدور الجزائر القاري.. تبون يدعو لـ”عقد الحكم الرشيد”

أديس أبابا – إثيوبيا (14 فبراير 2025) – في ختام أعمال القمة الـ34 لرؤساء دول وحكومات “الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء”، التي عُقدت بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، توجت الجزائر بقيادة رئيسها عبد المجيد تبون مشهد الإشادات الأفريقية الواسعة، بعد إعلانه مساهمة بلاده بمليون دولار دعماً للآلية، وتأكيده على ضرورة تحويل الحوكمة الرشيدة إلى واقع ملموس في القارة.

قيادة جزائرية تعيد إطلاق الحوار حول الحوكمة

ترأس الرئيس تبون أعمال القمة بحكم منصبه كرئيس لمنتدى الآلية، حيث استعرض التحديات التي تواجه إفريقيا، بدءًا من الفساد وإدارة الموارد الطبيعية وصولًا إلى التغير المناخي. وأكد في كلمته أن “هذه الآلية ليست إطاراً شكلياً، بل أداة لمراجعة السياسات وبناء مؤسسات قائمة على الشفافية”، مُشيراً إلى أن الجزائر، كإحدى الدول المؤسسة للآلية، ستظل داعمةً لتحقيق “أجندة 2063”.

من جانبه، أشاد موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السابق، بالدور التاريخي للجزائر، قائلاً: “جهودها حجر أساس في مكافحة الفساد وترسيخ سيادة القانون”. فيما وصفت ماري أنطوانيت روز كواتر، المديرة العامة للآلية، عقد القمة حضورياً بعد 5 سنوات من التوقف بسبب الجائحة بـ”الإنجاز الذي يعكس إرادة القادة”، مُبرزةً إطلاق التقرير القاري لعام 2025 والخطة الاستراتيجية الجديدة المنسجمة مع أهداف التنمية المستدامة.

مليون دولار جزائري.. خطوة تحفيزية

أعلن تبون خلال القمة عن مساهمة الجزائر الطوعية بمليون دولار لدعم أنشطة الآلية، داعياً الدول الأعضاء إلى “الالتزام بتحويل التعهدات إلى واقع”. ولاقت الخطوة ترحيباً واسعاً؛ إذ وصفها فيتسوم أسيفا، وزير التخطيط الإثيوبي، بـ”الخطوة التحفيزية التي يجب أن تحتذي بها الدول الأخرى”، بينما أشاد لورانزو ايستغيانو من موزمبيق بـ”الريادة الجزائرية في دعم البرامج القارية”.

تحديات القارة والحلول المقترحة

ناقش المشاركون عقبات تعترض الحوكمة، كضعف البنى التحتية وتباطؤ الخدمات العامة، إضافة إلى الأزمات الصحية والمناخية. وأكدت كواتر أن “الحوكمة الإلكترونية ستُسرع التقدم”، بينما دعت رئيسة فريق الشخصيات البارزة إلى “تحويل هذا العقد إلى عقد للحكم الرشيد، وليس مجرد حوار”.

الجزائر.. من تأسيس الآلية إلى ريادة الدعم

ذكّر المشاركون بأن الجزائر كانت من بين الدول الأربع المؤسسة للآلية عام 2003، وهو ما يراه مراقبون امتداداً لدورها التاريخي في دعم التكامل الإفريقي، من مكافحة الإرهاب إلى إنشاء صندوق مواجهة الكوارث. واختتم تبون كلمته بالقول: “الجزائر ستظل جسراً للتعاون.. مستقبل إفريقيا يبنى بالوحدة والكرامة”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى