
عصام سداري – صوت باتنة
باتنة – عاشت مدينة باتنة يوم أمس ليلة استثنائية مع انطلاق فعاليات الطبعة الخامسة من المهرجان الثقافي الدولي للسينما “إيمدغاسن”، حيث غصّت ساحة المسرح الجهوي “صالح مباركية” بالجمهور الذي اصطف على جانبي البساط الأحمر في أجواء احتفالية نابضة بالحياة، رافقها تصفيق حار وهتافات الشباب وعدسات الكاميرات التي وثّقت اللحظة.
داخل القاعة الكبرى، أعلن المفتش العام لوزارة الثقافة والفنون ميسوم لعروسي، ممثلاً للوزير زهير بللو، الافتتاح الرسمي للتظاهرة، مؤكداً في كلمته أن المهرجان أضحى “منصة للإبداع وفضاء لتبادل الخبرات واكتشاف المواهب”، في إشارة إلى المكانة التي بلغها هذا الحدث منذ تأسيسه.
الحفل الافتتاحي كان مناسبة لتكريم وجوه فنية بارزة من الساحة العربية، من بينها النجم السوري سلوم حداد، الممثل التونسي صالح الجدي، والممثلتان الجزائريتان مليكة بلباي ودليلة حليلو. وقد تفاعل الحضور مع كلمة بلباي التي عبّرت فيها عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، فيما أثرت كلمة حليلو المصوّرة – بسبب تعذر حضورها – في نفوس الجمهور وألهبت القاعة بتصفيقات طويلة.
السهرة ازدادت ألقاً بصوت الفنانة حورية عايشي التي عادت من المهجر لتغني التراث الشاوي، مقدمة مقاطع من روائع الراحل عيسى الجرموني، على غرار “عين الكرمة”، لتعيد الجمهور إلى أجواء الأعراس الأوراسية الأصيلة، وسط زغاريد وتصفيق متواصل.
وفي كلمته، أعلن محافظ المهرجان عصام تعشيت مشاركة 53 فيلماً من 27 دولة تتنافس في خمس مسابقات رئيسية، مع استضافة فيتنام كضيف شرف ومنح فلسطين مشاركة رمزية. كما كشف عن برنامج ثري يضم ورشات تكوينية لفائدة 50 شاباً في الإخراج والتمثيل وصناعة الفيلم والهندسة الصوتية، إضافة إلى ندوات فكرية تربط السينما بالرواية وبالمعالم التاريخية، وفي مقدمتها ضريح إيمدغاسن النوميدي المرشح لتصنيفه ضمن التراث العالمي لليونسكو.
وحرص المنظمون على ربط الحدث بالبعد السياحي من خلال برمجة خرجات إلى مدينة تيمقاد الأثرية وغابات الشلعلع بجبال الأوراس، في مسعى للترويج للوجهة الجزائرية كفضاء ثقافي وسياحي.
هكذا، أكدت أجواء الافتتاح أن “إيمدغاسن” لم يعد مجرد مهرجان سينمائي، بل موعد أوراسي عالمي يحتفي بالسينما ويعيد وصلها بجذور التاريخ والثقافة، ليجعل من باتنة مدينة تعانق العالم عبر شاشة كبيرة وصوت أصيل.