ألقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خطابًا هامًا أمام البرلمان بغرفتيه، حيث استعرض توجهاته وخططه المستقبلية لتعزيز الحكم الراشد وإحداث تغييرات جوهرية في إدارة الشأن العام. الخطاب الذي حمل رسائل قوية للمواطنين والنخب السياسية يعكس رؤية طموحة لعهدة رئاسية ثانية قائمة على الحوار والإصلاح.
الحوار الوطني وتعزيز الحقوق الأساسية
أعلن الرئيس عن إطلاق حوار سياسي شامل خلال المرحلة المقبلة، يتسم بالعمق والجدية بعيدًا عن الاستنساخ الخطابي. وأكد أن هذا الحوار سيكون وسيلة لتقوية الجبهة الداخلية، وتعزيز الحقوق الأساسية من خلال القوانين المكرسة في الدستور، والقانون العضوي المتعلق بالأحزاب والجمعيات.
وأشار الرئيس إلى أنه يفي بوعده للطبقة السياسية بفتح نقاش منظم يسهم في توحيد الصفوف وتحقيق توافق وطني يعكس تطلعات الشعب الجزائري.
إصلاحات في العدالة ومكافحة الفساد
جدد رئيس الجمهورية عزمه على مواصلة مكافحة الفساد حتى آخر نَفَس، مؤكدًا أن الإصلاحات التي تم إجراؤها في قطاع العدالة تهدف إلى استعادة ثقة المواطن في الدولة وضمان الفصل بين المال والسياسة. كما أوضح أن هذه الإصلاحات جزء أساسي من بناء دولة القانون وترسيخ قيم العدالة والمساواة.
تحسين الإطار المعيشي والتنمية الاقتصادية
تطرق الرئيس إلى أهمية تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، مشددًا على تنفيذ برامج تنموية تستهدف تعزيز الاقتصاد الوطني وتحسين الظروف الاجتماعية. واعتبر أن هذه الجهود تندرج ضمن التزام الدولة بحفظ كرامة المواطن وتحقيق رفاهيته.
مراجعة قوانين الجماعات المحلية
أعلن تبون عن الشروع في مراجعة القوانين المتعلقة بالجماعات المحلية، بما يسمح بإعادة بناء هياكل الدولة وفق أسس ديمقراطية حقة. وأكد أن هذه المراجعة ستعزز الحكم المحلي وتكرس دور الجماعات المحلية في تحقيق التنمية المستدامة.
مكانة السلطة التشريعية
أشاد رئيس الجمهورية بدور البرلمان كجسر بين الدولة والمواطنين، مشيرًا إلى أن تعزيز العلاقة بين السلطة التشريعية والرأي العام هو أساس تحقيق تطلعات الشعب. وأكد على أهمية دور البرلمانيين في حمل آمال المواطنين والتفاعل مع انشغالاتهم.
التزام بمواصلة مسار الإصلاح
جاء خطاب الرئيس تبون ليؤكد التزامه الراسخ بتحقيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي وعد بها في بداية عهدته الأولى. وتظل هذه المرحلة الجديدة فرصة لتعزيز المكتسبات والبناء على ما تم تحقيقه، وفق رؤية تتسم بالشفافية والشمولية.
بهذا الخطاب، وضع الرئيس عبد المجيد تبون خارطة طريق طموحة لمستقبل الجزائر، حيث يجمع بين الحوار الوطني، الإصلاح السياسي، والتنمية الاقتصادية كركائز أساسية لبناء دولة عصرية تحقق تطلعات مواطنيها.
