
من الصحافة إلى الأدب.. مسيرة حافلة بالعطاء
يُعد طاهر حليسي أحد أبرز الصحفيين والروائيين الجزائريين الذين جمعوا بين التحقيق الصحفي الدقيق والسرد الأدبي العميق. منذ بداياته في مطلع الألفية، استطاع أن يفرض اسمه في المشهد الإعلامي، متنقلًا بين الصحف الجزائرية قبل أن يستقر مديرًا لمكتب جريدة “الشروق” في باتنة.
تميز حليسي بأسلوبه النقدي والتحليلي، حيث ساهم في تغطية أهم الأحداث السياسية والاجتماعية في الجزائر والعالم العربي. وكان من بين التجارب التي شكلت مسيرته الصحفية تغطيته لحرب لبنان عام 2006، حين كان شاهدًا على الأحداث الميدانية ونقلها إلى الجمهور من قلب المعركة.
الإبداع الروائي.. قضايا الواقع بلمسة أدبية
لم يكتفِ حليسي بالصحافة، بل خاض غمار الرواية ونجح في تقديم أعمال أدبية لاقت صدى واسعًا. من أبرز رواياته:
“الميزونة: الشياطين هم الأبطال” (2017): رواية تسلط الضوء على المجتمع الجزائري في فترات التحول، وتتناول قضايا الخيانة والانتهازية السياسية.
“مزرعة الجونكيرا” (2023): عمل أدبي غاص في ذاكرة الثورة الجزائرية وما تلاها من تحولات، مستوحى من قصة معمر إسباني استقر في شمال باتنة.
كما أصدر مؤخرًا كتابًا بعنوان “على خط النار مع إسرائيل”، حيث يوثق تجربته كمراسل حربي خلال حرب لبنان، كاشفًا عن كواليس العمل الصحفي في مناطق النزاع.
حضور قوي في المشهد الثقافي والإعلامي
بفضل أسلوبه القوي والمتفرد، استطاع طاهر حليسي أن يكون صوتًا بارزًا في الصحافة الجزائرية والأدب المعاصر، حيث جمع بين نقل الحقيقة في الصحافة وتجسيدها في الأدب بأسلوبه الخاص. ويبقى اسمه حاضرًا بقوة بين أولئك الذين يسعون لفهم تحولات المجتمع الجزائري والعربي من خلال عدسة الصحافة والأدب.