
سيناريست جزائرية شابة تصنع مسارًا خاصًا بين الفن السابع والرابع
من ولاية باتنة، خرجت السيناريست وسام رحمون لتصنع لنفسها اسما في عالم الفن والكتابة المسرحية والسينمائية، وتشق طريقها بثبات بين قلاع السينما العالمية والمسرح الجهوي. هي تجربة بدأت من نقطة فراغ، وتحوّلت خلال خمس سنوات فقط إلى مسيرة واعدة بالتميّز والإبداع.
وسام رحمون، البالغة من العمر 32 سنة، اكتشفت موهبتها في الكتابة بعد سبع سنوات من البطالة، حين تواصلت مع ممثل كندي أعجب بإضافتها و رؤيتها المغايرة لفيلم عالمي بعنوان “العراب”. هذا التفاعل دفعها لتطوير نفسها في مجال كتابة السيناريو، بلغة إنجليزية راقية، بعد بحث طويل واطلاع على تقنيات كتابة السيناريو وصناعته، وبإمكانيات ذاتية بالكامل.
وقد تكللت هذه التجربة المبكرة بنجاح كبير، حيث شاركت بسيناريو فيلمها الطويل “عدالة الروح” في مسابقة دولية لكتابة السيناريو بالولايات المتحدة الأمريكية، متقدمة ضمن أفضل 14 مشاركًا من أصل 1840 سيناريست من مختلف دول العالم، وهو إنجاز مبهر في بداياتها.
لديها مشاركات بسيناريوهات افلام اخرى ، طويلة و قصيرة ، وصلت من خلالها الى النهائي و الربع نهائي.
رغم هذا الانفتاح العالمي، اختارت وسام لاحقًا أن تقترب أكثر من جمهورها المحلي، فانتقلت إلى تجربة المسرح بعد ان تلقت التوجيه و الدعم المناسبين . كتبت وأخرجت أول عمل مسرحي لها بعنوان “دهليز”، الذي عُرض على مختلف مسارح الوطن، وكان بمثابة نقلة نوعية في مسارها الإبداعي. كما اشتغلت على نص مسرحي بعنوان “هاملت”، مقتبس من عمل لشكسبير، وقد ترجمته إلى الدارجة الجزائرية بأسلوب يراعي السياق الثقافي المحلي.
ولم تتوقف وسام عند كتابتها للكبار، بل توجهت إلى مسرح الطفل، حيث وجدت فيه مساحة للتعبير عن القيم والمعاني التي تؤمن بها، وتسعى لتبليغها من خلال الكلمة والصورة.
لم تكفي بالكتابة فقط بل كانت لها تجربة كمؤطرة مساعدة في احد ورشات التمثيل، كما انها حظيت بفرصة التمثيل في احد الأفلام الوثائقية .
تقول وسام ..
“الفن بالنسبة لي ليس ترفًا، بل رسالة ووسيلة لتغيير نظرة المجتمع للواقع. أحلم بأن أرى أعمالًا جزائرية تُعرض في هوليوود، وسأبقى أعمل من أجل هذا الهدف.”
في الأفق، تتطلع وسام إلى تعميق تجربتها السينمائية والمسرحية، وتستعد حاليا لتطوير مشاريع جديدة تدمج بين العمق الدرامي والجمالية الفنية، وتؤمن بأن الفن ذو الطابع الجزائري يستحق أن ينشر على أوسع نطاق.
ورغم كل التحديات، استطاعت وسام رحمون أن تثبت أن الموهبة، حين تقترن بالإصرار والاجتهاد، يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا، وأن تُوصل صوت كاتبة من أعماق الأوراس إلى أبعد الخشبات والشاشات