مجتمعمحلي

مأساة عائلة باتنية: قوارب الموت تبتلع أحلام الهجرة

ولاية باتنة – مأساة جديدة تضاف إلى سجل الحوادث المروعة للهجرة غير الشرعية، حيث عاشت ولاية باتنة لحظات من الحزن والترقب بعد اختفاء 18 شخصًا، من بينهم 9 أفراد من عائلة واحدة، كانوا في طريقهم إلى الضفة الأخرى عبر قوارب الموت.

بعد 22 يومًا من الانتظار الممزوج بالقلق والدعوات، لفظت أمواج البحر بشواطئ ولاية جيجل جثتين تم التعرف عليهما كجزء من العائلة المفقودة. العائلة التي تضم شقيقين، زوجاتهما، أبنائهما الأربعة، وابن شقيقتهم المراهق، قرروا المغادرة فجرًا من ولاية تيبازة في رحلة محفوفة بالمخاطر، أملًا في حياة أفضل.

تفاصيل الرحلة المشؤومة
حسب مصادر من أقارب الضحايا، انطلق القارب من ولاية تيبازة في الساعة 3:30 صباحًا قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولكنه لم يصل إلى وجهته، ولم تظهر أي أخبار عن الناجين. ذوو المفقودين أطلقوا حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عنهم، في ظل مخاوف من المصير الذي قد يكون لحق بهم.

وفي يوم أمس الأول، كشفت أمواج البحر عن جثتين تعودان لاثنين من أفراد العائلة، مما أكد المخاوف بأن الرحلة انتهت بفاجعة. في انتظار العثور على جثث أو أي أثر لبقية الركاب، يعيش ذوو الضحايا حالة من الحزن العميق، خصوصًا أن بين المفقودين أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من العمر.


هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث تشهد السواحل الجزائرية تزايدًا في محاولات الهجرة غير الشرعية، رغم المخاطر الكبيرة. البحار المضطربة وأحوال الطقس السيئة لم تكن عائقًا أمام هؤلاء الأشخاص الذين دفعهم اليأس إلى المخاطرة بحياتهم.

في ظل هذه الظروف، يجدد أهالي الضحايا والناشطون دعوتهم للسلطات لتعزيز جهود التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية التي تدفع الشباب والعائلات إلى اختيار هذا الطريق.

الحزن يخيم على ولاية باتنة
في ولاية باتنة، تبدو ملامح الحزن واضحة على وجوه الجميع، حيث تجمع الأهالي لمواساة عائلات الضحايا، بينما تبقى العيون شاخصة نحو الأخبار التي قد تحمل أي جديد عن مصير بقية المفقودين.


قوارب الموت تواصل حصد أرواح الأبرياء، لتترك وراءها قصصًا مؤلمة وأحلامًا مبتورة. وبينما يتشبث البعض بأمل ضئيل في النجاة، تبقى الحاجة ملحة لسياسات أكثر شمولية تعالج جذور المشكلة وتوفر للشباب والعائلات بدائل عن هذه المجازفات المميتة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى