
مبادرة رائدة لتعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح
في خطوة نوعية تُعتبر الأولى من نوعها منذ إطلاق خدمات الهاتف النقال في الجزائر، أعلنت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، اليوم الإثنين، عن تفعيل خدمة التجوال الوطني لمكالمات الطوارئ على امتداد الطريق السيار شرق-غرب كمرحلة أولى من مشروع طموح يهدف إلى تعميم هذه الخدمة الحيوية على جميع محاور الطرق الوطنية.
تأتي هذه المبادرة الرائدة لتحل مشكلة عملية واجهت المسافرين لسنوات طويلة، حيث كانوا يواجهون صعوبات في إجراء مكالمات الطوارئ في المناطق التي تفتقر إلى تغطية شبكة متعاملهم. ومع تطبيق نظام التجوال الوطني، أصبح بإمكان أي مواطن، بغض النظر عن شركة الاتصالات التي يتعامل معها، الاستفادة من شبكات المتعاملين الآخرين المتوفرة في المنطقة لإجراء مكالمات الطوارئ.
وبحسب البيان الرسمي للوزارة، فإن هذه الخدمة المبتكرة “ستسمح للمواطنين، أيا كان موقعهم على طول هذا الطريق السيار ومتعامل الهاتف النقال الخاص بهم، وفي حالة غياب التغطية من طرف هذا الأخير، بإجراء مكالمات طوارئ بالاستناد على شبكات المتعاملين الآخرين المتاحين”.
تم تطوير هذه الخدمة الحيوية من خلال التعاون المثمر بين وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية وسلطة ضبط البريد والاتصالات الإلكترونية، بالإضافة إلى جميع متعاملي الهاتف النقال العاملين في السوق الجزائرية. هذا التنسيق المؤسسي يعكس الإرادة الحقيقية لوضع مصلحة المواطن وسلامته في المقدمة.
تشمل خدمة التجوال الوطني للطوارئ الأرقام التالية: الدرك الوطني 1055، الأمن الوطني 1548 و17، الحماية المدنية 1021 و14، والمديرية العامة للغابات 1070.
يكتسب تطبيق هذه الخدمة على الطريق السيار شرق-غرب أهمية خاصة، نظراً للدور الاستراتيجي الذي يلعبه هذا المحور الطرقي الحيوي في ربط شرق البلاد بغربها. يشهد هذا الطريق حركة مرور كثيفة يومياً، مما يجعل توفير وسائل التواصل الفعالة مع خدمات الطوارئ أمراً بالغ الأهمية لضمان سلامة المسافرين.
وفقاً للإعلان الرسمي، فإن تطبيق الخدمة على الطريق السيار شرق-غرب يمثل المرحلة الأولى من خطة شاملة تهدف إلى “تعميم هذه الخدمة تدريجياً على كافة محاور الطرق المتبقية في كامل أنحاء التراب الوطني”. هذا النهج التدريجي يضمن التطبيق السليم للخدمة واختبارها قبل توسيع نطاقها.
تُعتبر هذه المبادرة خطوة مهمة في مجال تعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح البشرية. فوجود وسيلة اتصال موثوقة بخدمات الطوارئ في جميع أجزاء الطريق السيار سيساهم في تقليل زمن الاستجابة للحوادث وتقديم المساعدة اللازمة في الوقت المناسب، مما قد يُسهم في إنقاذ العديد من الأرواح.
تمثل هذه الخدمة نقلة نوعية في قطاع الاتصالات الجزائري، حيث تُظهر قدرة السلطات والمتعاملين على التعاون من أجل تطوير حلول تقنية متقدمة تخدم المصلحة العامة. كما تُعتبر خطوة مهمة نحو مواكبة التطورات العالمية في مجال تقنيات الاتصالات والاستفادة منها لخدمة المواطنين.
مع تطبيق هذه الخدمة الجديدة، تؤكد الجزائر التزامها بتطوير البنية التحتية للاتصالات وضمان وصول خدمات الطوارئ إلى جميع المواطنين، مما يُشكل أساساً قوياً لمجتمع أكثر أماناً وتقدماً.