
باتنة – يُحيي الجزائريون اليوم، 23 فيفري، ذكرى وفاة العقيد الحاج لخضر، أحد أبرز قادة الثورة التحريرية، والذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 1998 عن عمر يناهز 82 سنة بمدينة باتنة.
وُلد محمد الطاهر عبيدي، المعروف باسم الحاج لخضر، سنة 1914 بقرية أولاد شليح بباتنة، في كنف عائلة فقيرة ماديًا لكنها متشبعة بالقيم الدينية والوطنية. شكّل انضمامه المبكر للحركة الوطنية نقطة انطلاق لمسيرة حافلة بالعطاء والنضال.
في عام 1941، تواصل الحاج لخضر مع الشهيد مصطفى بن بولعيد، في إطار التحضير للثورة التحريرية التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر 1954. وكان من بين العناصر الفاعلة في تأسيس الخلية السرية الأولى للتحضير للثورة.
عُرف الحاج لخضر بشجاعته وإخلاصه للقضية الوطنية، حيث التقى ليلة الفاتح من نوفمبر بالقائد مصطفى بن بولعيد ومجموعة من المجاهدين، ليتم اختياره قائدًا لأحد الأفواج. واصل جهاده في الأوراس، وترقّى في المناصب العسكرية، كما تعاقب على قيادة الولاية الأولى التاريخية قبل التحاقه بتونس.
لم تقتصر مساهماته على ميدان المعركة، بل كان له دور كبير في اختيار العناصر الأكثر كفاءة في تجنيد المواطنين والمواطنات، وجمع التبرعات لدعم الثورة حتى تحقيق الاستقلال.
بعد الاستقلال، واصل الحاج لخضر مسيرته في خدمة المجتمع، ولعب دورًا بارزًا في إنجاح العديد من المشاريع الخيرية، منها مسجد أول نوفمبر، الذي يُعد مركز إشعاع ديني وعلمي واسع في باتنة.
تُخلّد ذكرى هذا المجاهد اليوم كرمز من رموز الوطنية والإخلاص، تاركًا إرثًا تاريخيًا يُلهم الأجيال الصاعدة.